وشرحت رسالة وجهها »المجلس العالمي لثورة الأرز« في واشنطن أمس الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ما حدث لهذه السيدة الكندية - اللبنانية واطفالها اللبنانيين الأربعة من إهانة وإذلال وتهديد ووعيد، فقالت »ان هذا الحادث الخطير يؤكد سيطرة »حزب الله« التامة على مطار بيروت«، كما يؤكد أن السلطات والحكومة اللبنانية لا تستطيع فعل شيء فيه لاستعادة سيطرتها هي عليه، وان الأكثر اثارة للقلق، بل الخوف، هو أن هذا الحزب الإيراني الإرهابي نصب نفسه قاضياً ولجنة محلفين وجلاداً في كل ما يتعلق بالشؤون الداخلية اللبنانية استناداً الى قواه وسلاحه بحيث يبسط هيمنته بالقوة على مختلف مرافق الدولة الحيوية، وكأن لبنان غير موجود على الخارطة الدولية.
وقالت الرسالة الموقعة من رئيس المجلس جوزف بعيني والتي أرسلت نسخة منها الى »السياسة« في لندن »إن هذا الحادث المخيف يستدعي فتح تحقيق دولي بواسطة ممثل الأمم المتحدة في بيروت على جناح السرعة، بعدما تعرضت السيدة الكندية جانيس لارسن زوجة المغترب اللبناني نويل حداد وأطفالها الأربعة البالغة أعمارهم ما بين السنتين والتسع سنوات الى أقسى معاملة إنسانية، انتهت بإبعادهم جميعا الى حيث أتوا من كندا، بعدما كانوا عادوا الى بلدهم لبنان لقضاء فصل الصيف في منزل جدهم، في عين ابل فيما والدهم بقي في كندا لارتباطاته العملية.
وأكدت الرسالة الى مون ان »المواطن اللبناني نويل حداد كان غادر لبنان مع زوجته الكندية قبل تسع سنوات هرباً من الأعمال الحربية التي رافقت الانسحاب الاسرائيلي في جنوبه العام 2000 بين الجيش العبري وميليشيا »حزب الله«، وانتقلا الى مرفأ صيدا مع مئات العائلات الهاربة الأخرى ثم الى مطار بن غوريون في إسرائيل ومنه الى كندا، وهو الطريق الوحيد الذي كان متاحاً يومذاك للفرار بسرعة من المعارك التي كانت دائرة في الجنوب«.
وذكرت الرسالة انه »بوصول السيدة الكندية وأطفالها الى مطار بيروت، تم توقيفهم جميعا للاستجواب والاتهام.. لقد عوملوا وكأنهم أعداء لدولتهم التي طالما حلموا بزيارتها طوال السنوات الماضية، وبعدما تم احتجازهم طوال ساعات من دون طعام او ماء على ايدي اجهزة امن المطار المعروفة بتبعيتها لحزب الله، وبعدما تعرضوا للاهانات والمنع من لقاء افراد عائلاتهم الذين كانوا قدموا لاستقبالهم ونقلهم الى منزلهم، اجبروا بالقوة على العودة الى كندا في الطائرة التالية" وتساءلت رسالة "المجلس العالمي لثورة الارز" وهو رأس اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة الداعم للدولة اللبنانية والذي ساهم بطرق مباشرة في وضع القرارات الدولية 1559 ، 1595 "المحكمة الدولية" و 1680 و 1701 وغيرها من قرارات مجلس الامن، "اي نوع من حقوق الانسان هو الذي يمنع عائلة لبنانية من العودة الى وطنها من دون ان تكون بحق افرادها احكام او ممنوعات . وحتى لو كانت هناك مثل هذه الاحكام، كان على مسؤولي الاجهزة اقتيادهم الى التحقيق في البلد والفصل في قضيتهم?" واي نوع من اجهزة الامن هذه في بلد عضو فعال في الامم المتحدة هي التي تخضع للمليشيات (حزب الله) في ترويعها مواطنيها وخصوصا الاطفال والنساء".
وختمت الرسالة نداءها الى بان كي مون بقولها "اننا ندعو الامم المتحدة لاجراء تحقيق عبر ممثليها في لبنان حول هذه النشاطات والارتكابات وتقديم شكوى الى الحكومة اللبنانية الجديدة المنبثقة عن الانتخابات الديمقراطية بهذا الشأن ضد رجال الامن في مطار بيروت الذين ارتكبوا هذه الاعمال اللاقانونية واللانسانية بحق مواطنين لبنانيين ، كما ندعو مجلس الامن الدولي الى المباشرة الفورية في تطبيق قراراته 1559 و 1680 و 1701 منعا لتكرار مثل هذه الاعمال بحق المدنيين المحميين بالمواثيق والمعاهدات الدولية ككل شعوب الارض".
وفي اتصال اجرته "السياسة" من لندن بالمكتب التمثيلي للمجلس العالمي لثورة الارز في بيروت اكد احد المسؤولين فيه انه "على الرغم من ان شقيق رب العائلة اللبنانية هذه نويل حداد الذي هو قريب لقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي (والدته خالة هذا الاخير) اجرى اتصالات بقيادة الجيش وجرت طمأنته الى تسوية القضية في مطار بيروت، إلا انه ووجه بالاهمال، مؤكدا ان قائد الجيش"تهرب منه في ثلاثة اتصالات هاتفية بمكتبه في القيادة باليرزة" قيل له خلالها مرة انه في اجتماع ومرة اخرى انه غادر مكتبه الى جهة مجهولة وفي المرة الثالثة انه نائم واوامره بالا نوقظه".
ونقل مسؤول مكتب المجلس في بيروت عن شقيق نويل حداد قوله : يبدو ان قريبنا قهوجي يتجاهلنا لاننا مثله من بلدة عين ابل الجنوبية المغضوب على اهاليها من "حزب الله" لانخراط عدد منهم في جيش لبنان الجنوبي السابق ونحن لم نكن منهم، وبالتالي يبدو انه لا ينوي ازعاج "حزب الله" والتدخل في قضيتنا مراعاة "لاحساس حسن نصر الله ومجموعته المرهف حيال بلدتنا الحدودية وحيال مطار بن غوريون".
وقال المسؤول ل¯ "السياسة" ان الاتصالات على قيادة الجيش بعد غياب قائدها عن السمع طوال عشر ساعات تقريبا ، بل قمت انا نفسي بالاتصال بوزير الداخلية زياد بارود طالبا منه التدخل للافراج عن افراد العائلة المحتجزة ، على اعتبار ان جهاز امن عام المطار التابع له هو المسؤول عن ذلك ، إلا انه بعد فترة ابلغني بارود بالهاتف بان الموضوع ليس بيد الامن العام بل بيد احدى شعب استخبارات الجيش ، وبانه لا يستطيع فعل شيء، من دون ان يكلف نفسه عناء الاتصال بزميله وزيرالدفاع الياس المر بعدما كان قائد الجيش الذي قلده رئيس الجمهورية اول من امس وسام الارز الوطني من رتبة "الوشاح الاكبر"لدوره العظيم في حماية الناس ورفع هيبة المؤسسة العسكرية باكتشافه شبكات التجسس الاسرائيلية والادارة الحكيمة للانتخابات تحاشى الدخول في هذا الحادث رغم قربه العائلي بالضحايا كيلا يجرح شعور "حزب الله".
.